هل سينفد البترول؟..
هل ينفد البترول؟.. إن النضوب المادي للنفط هو ببساطة نفاد الاحتياطيات النفطية الموجودة في باطن الأرض. هذا الموضوع كان محلا للكثير من الدراسات والأبحاث،لنرجع إذن إلى البداية، لن ينفد البترول قريبا ولا يترقب نفاده قريبا رغم تكهنات المتشائمين من أمثال كامبل، والذين رغم تمكنهم على مستوى الظاهر من إعلاء حجتهم على كل العناصر المطروحة، فإنهم يضعون “قمة” الرسم البياني حوالي عام 2015 بإنتاج أقصى يقدر بثلاثين ألف مليون برميل سنويا، ويصل الإنتاج في طريق انحداره إلى 15 ألف مليون برميل سنويا وذلك في حدود عام 2050.
كما نجد توقعات أخرى تستند إلى نماذج وكالة الطاقة الدولية، وتذهب إلى توضيح بعض الاستثمارات والتي تحدد لها الوكالة نفسها أرقاما للثلاثين سنة المقبلة، بـ22 مليار دولار حسب قياس الاستهلاك اليومي لأكثر من تسعين مليون برميل يوميا، والبعض يرفعه إلى 116 مليونا. وهناك احتمال كبير بأن يصل الاحتياطي المتوفر إلى ثلاثة مليارات، أو باحتمال ضعيف قد يصل أربعة مليارات، وأن يصل خط الرسم البياني المنحدر حتى عام 2100.
وهكذا فإن “القمة” قمة الإنتاج ومستوى انحدارها متوقفة على وجهتي نظر مختلفتين تماما، حيث يمكن وضعها السنوات 2012 -2015، أو في نقطة تقترب من السنوات 2030-2040، وذلك حسب وجهة النظر المعتمدة.
ولكن لا شيء من هذا يعفي الإنسانية من قاعدة ذهبية، يبدو أنها تتجاهلها بعناد حتى الآن، وهي أن الموارد الطبيعية من أرضنا ليست غير نهائية، وتدبيرها ليس حكرا على جيلنا، بل علينا مراعاة مصالح الأجيال القادمة، أما ما تبقى فتتكفل به قدراتنا المالية ومدى تفوقنا.